8 أسئلة للمخرج السعودي محمد العطاوي

8 أسئلة للمخرج السعودي محمد العطاوي

المخرج محمد العطاوي عن فيلمه "بين الرمال"
13 ديسمبر 23
Saudi Director & FIlm Maker: Moe Alatawi
Share

بعدما حقق النجاح من خلال فيلمه الطويل الأول، تحدّث إلينا المخرج التلفزيوني والسينمائي السعودي عن رحلته في إطار مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي.  

لم تكن المسافة الزمنية طويلة بين تخرج السعودي محمد (مو) العطاوي من لندن وحصوله على جائزة لجنة التحكيم الخاصة عن فيلمه "بين الرمال" في إطار مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي 2022. وها هو نجمه يسطع مجدداً من خلال تعاونه مع مؤسسة البحر الأحمر في عمل جديد. عن خياراته وإنجازاته وطموحاته تحدّث إلينا المخرج في هذا اللقاء.

في دورة العام الماضي من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، حاز فيلمك "بين الرمال" على جائزة لجنة التحكيم. ومؤخراً تم عرضه في دور السينما السعودية. فما الذي دفعك إلى رواية هذه القصة؟

أخبرتني شقيقتي قصة ذلك الشاب (سنام) الذي عاش في المملكة العربية السعودية في عشرينيات القرن الماضي، والذي تاه في الصحراء حيث طارده ذئب. وهكذا قررت رواية القصة بطريقة سينمائية. وقد أدى الممثل الرئيسي دوراً مهماً في هذا السياق. فخلال بحثي عن الممثلين، تعرّفت إلى شاب (رائد الشمري) يقيم في إحدى قرى الشمال السعودي. كان يتحدث بلهجة أبناء المنطقة ويعرف بيئتها. في الواقع، كانت تلك تجربته الأولى في مجال التمثيل، إلا أنه أبدى اهتمامه وأراد قراءة النص. وبعد مرور ثلاثة أيام، اتصل بي وأعلمني بأنه أحبّ الحبكة لكنه أردف: "ثمّة أمر لم يعجبني"، فسألته: "ما هو؟ هل هو الذئب؟"، فأجاب: "لا لست خائفاً من الذئب. بل أشعر بالقلق حيال ذلك المشهد حيث يتعين عليّ لقاء امرأة. وأنا لم أقف كممثل أمام امرأة يوماً". حينها أدركت أنه مَن أبحث عنه حقاً.  

"بين الرمال" هو الفيلم السعودي الأول الذي تم تصويره في نيوم (منطقة بجدة). فما الأمر الذي أثار اهتمامك أثناء عملك في هذا الموقع؟

فوجئت بعدد مواقع التصوير التي تتوفر في نيوم: البحر، الجبال، الصحراء. وهو عامل نجاح مهم جداً يضاف إليه الدعم اللوجستي والمالي الذي قدمه فريق العمل. فقد أراد الجميع تحقيق النجاح من خلال أول فيلم يتم تصويره في المنطقة.

إذا أردنا التحدث عن أبرز عناصر العمل، أيّها يدعوك إلى الشعور بالفخر؟

شاركت ريم العطاوي وجنى دحلاوي (إلى جانب فيصل بالطيور) في العمل كأول سعوديتين تقومان بإنتاج فيلم روائي طويل. وللمرة الأولى شكل الممثلون السعوديون نسبة 90% من طاقم العمل. وكان علينا تدريب هؤلاء لمدة أربعة أشهر قبل بدء التصوير. فما أردناه هو الحصول على أداء مكثّف. أما الأمر الأكثر أهمية فهو أننا حرصنا على إدخال وجوه جديدة إلى عالم صناعة السينما.

ما الأهمية التي اكتسبها مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في سنواته الثلاث الأولى بالنسبة إليك كمخرج؟

تعاونت مع مؤسسة البحر الأحمر السينمائي من أجل إنجاز فيلم "بين الرمال". وفي العام التالي، حاز العمل على جائزة لجنة التحكيم. أما هذا العام فقد عملت مع المؤسسة أيضاً في إطار عرض تلفزيوني. ويعني هذا أننّي أتواصل بشكل دائم مع هذه الجهة الإبداعية. وهي تؤدي دوراً بارزاً في مجال توجيه الفنانين وصنّاع الأفلام، كما أنها تحرص على التعاون مع مبدعين من العالم العربي ومن منطقة الشرق الأوسط، وهو أمر رائع فعلاً. فمن المهم جداً أن تحظى المنطقة بصناعة قابلة للتحول إلى إبداع عالمي.

وماذا عن المسلسل التلفزيوني الذي تستعد لتقديمه؟

استغرق العمل لإنجاز هذا المسلسل عدة سنوات، وتعاونت من خلاله مع كاتب لبناني أميركي يدعى داني عربيط. وتدور أحداث العمل في إحدى مراحل العصر العباسي، عصر الإسلام الذهبي. وهو يتناول قصة حقيقية مثيرة للاهتمام عن التصوّف حدّ اللامعقول، بل إنه يعرض الثقافة العربية والإسلامية كما لم نرها من قبل.   

وما النصيحة التي تقدمها لصنّاع الأفلام السعوديين الشباب؟

النص هو المفتاح، واختيار الطريقة المناسبة لرواية القصة أمر أساسي. ويجب أن تجري الأحداث بطريقة "عضوية" انسيابية، إذ لا يمكنك افتعالها. وبالطبع، أنصح كل مخرج شاب بقراءة العقود جيداً قبل توقيعها.

ما الأعمال التي تعتزم مشاهدتها هذا العام؟

لا بدّ من أن أشاهد فيلم "نورة" للمخرج توفيق الزايدي، فهو صديقي المقرب، وهذا الفيلم هو أول أعماله. كذلك يبدو فيلم "مندوب الليل" للمخرج علي الكلثمي، مثيراً للاهتمام. وسأحرص على مشاهدة أكبر عدد من الأعمال، إذ تبدو المنافسة شديدة هذا العام، وهو أمر ممتع للغاية.

سؤالنا الأخير: ماذا عن الذئب؟

لقد تقاعد الذئب، كان هذا فيلمه الأخير. لقد قام بعمل رائع. وهو يعيش راهناً في هنغاريا. ونعم، إنه بحال جيدة.