الغوص في أجمل بقاع الأرض

ليشمل سحرها المسطحات المائية من محيطات وبحار وبحيرات وما تحويه من عالم بديع ومخلوقات تستحق المشاهدة. الغوص في أعماق البحار رحلة الشغوفين والمغامرين، فهل أنت واحد منهم؟ في التقرير الآتي أجمل أماكن الغوص في العالم! 

يعود تاريخ الغوص إلى العصور القديمة حيث عمد الناس إلى سبر أغوار البحر لأغراض الصيد، البحث عن الطعام، واكتشاف القطع الأثرية والعثور على الكنوزالغارقة أو إصلاح السفن، أو ربما فقط لاستكشاف الحياة البحرية ومراقبتها، مستعينين بجهاز تنفس مؤقت مثل سيقان النباتات المجوفة أو القصب. 

واختبر الإغريق القدماء ما يعرف بـ"جرس الغوص"، وهو عبارة عن جهاز في شكل جرس محكم الإغلاق من الأعلى ومفتوح من الأسفل يتم تعليقه تحت الماء ويساعد الغواصين على البقاء أطول فترة ممكنة في أعماق البحار من خلال إمدادهم بالهواء من دون الحاجة إلى الصعود إلى سطح المياه. يمكن للغواص أن يترك "الجرس" لمدة دقيقة أو دقيقتين لجمع اللؤلؤ أو الإسفنج أو استكشاف القاع. في أواخر القرن الثامن عشر، قام المهندس البريطاني جون سميتون بتطوير هذا الجرس بتزويده بمضخة هواء. يمكن أن تتسع الأجراس الحديثة لـ 4 غواصين وقد تم استخدامها على عمق 300 م.

وفقاً للأسطورة، استعان الملك المقدوني، الإسكندر الكبير بالغواصين لهدم العوائق تحت الماء من الميناء في حصاره الشهير لمدينة صور(لبنان) عام 1332 قبل الميلاد.

وقد قام بنفسه بالغطس عدة مرات للإشراف على الأعمال الجارية تحت الماء.

وفي عصر النهضة، وصف ليوناردو دافنشي في codex Atlanticus جرس الغوص، كما استخدم الفيزيائي الإيطالي جوجليلمو دي لورينا جرساً للغوص لاستعادة codex Atlanticus بعض القطع الغارقة في قاع بحيرة نيمي. 

في عام 1942، ابتكر جاك إيف كوستو أنبوباً يعمل على إمداد الغواصين بالهواء المضغوط مع كل استنشاق، وبات اسمه مرتبطاً بعالم الغوص.

أجمل الأماكن للغوص

متعة الغوص في المياه الفيروزية واكتشاف الحياة البحرية لا تضاهى. إذا كنت تبحث عن الوجهات المثالية لخوض هذه التجربة، فإليك أجمل الأماكن للغوص في العالم:

 البحر الكاريبي 

تعد منطقة الكاريبي وجهة جذابة لعشاق الرياضات البحرية، ولا سيما الغوص. هذه الجنة الاستوائية تضم مجموعة من أجمل الجزر التي تضمن لروادها رحلة غوص لا تنسى، سواء للمبتدئين أو المحترفين. أما أكثر الجزر الكاريبية استقطاباً لهواة الغطس فهي:

Belize

تقع بين المكسيك وغواتيمالا، مدرجة في لائحة اليونسكو للتراث العالمي باعتبارها ثاني أكبر نظام للشعاب المرجانية في العالم، وتضم أكثر من 400 جزيرة تعدّ من أفضل الأماكن لممارسة رياضة الغوص في منطقة البحر الكاريبي، ولا سيما موقع Half moon caye

البحر الأحمر- جدة 

يشكل البحر الأحمر نقطة جذب سياحية، ووجهة مثالية لعشاق الغوص، إذ يضم مجموعة من أجمل مواقع الغطس في العالم. في المملكة العربية السعودية وخصوصاً جدة يمكن التعرف إلى أجمل المخلوقات الفريدة والنادرة ومنها الأسماك الأسرع في العالم، المارلين الأسود،وأسماك نابلوين المهددة بالانقراض.

شرم أبحر- جدة

 تشمل أفضل وجهات الغوص في المملكة العربية السعودية منطقة شرم أبحر في الجزء الشمالي الأوسط من جدة، حيث يمكنك الغوص جنباً إلى جنب مع مجموعة من السلاحف والكثير من الأسماك والأنواع الفريدة من نوعها. كما يمكنك حجز رحلة سباحة برفقة أسماك القرش على عمق 1.7 متر تحت الماء، في قفص يتسع 4 أشخاص على الأقل تسبح حوله أسماك القرش وتتجول برفقة خبراء محترفين وغواصين. 

أبو فرامش

يثير حطام السفينة الغارقة في أعماق البحر الأحمر عام 1977 على عمق 32 متراً "آن آن"، والتي ما زالت أجزاء منها سليمة ومحافظة على شكلها السابق، فضلاً عن الشعاب المرجانية الممتدة لما يقرب 40 كيلومتراً الغواصين حول العالم، حتى باتت منطقة أبو فرامش في قائمة المناطق المفضلة لديهم.

جزيرة الليث

على بعد 200 كيلومتر جنوب جدة، تقع واحدة من أجمل مناطق الغوص في المملكة العربية السعودية، جزيرة الليث التابعة لمحافظة جبل الليث،وتبلغ مساحتها 4 كيلومتر مربع وتضم أقدم الموانئ المملكة السعودية.

يمكن الوصول إليها بالقارب السريع، وتستغرق الرحلة من المحافظة إلى الجزيرة ساعة واحدة.

تضم جزيرة جبل الليث الرئيسية اثنتي عشرة جزيرة صغيرة. 

البحر الأحمر- شرم الشيخ

تعد منطقة شرم الشيخ الواقعة على الطرف الجنوبي من شبه جزيرة سيناء من أفضل الأماكن للغوص إذ تشكل موطناً لـ 1200 نوع مختلف من الأسماك، و 300 نوع من الشعاب المرجانية.

قد تكون وجهة مثالية للغواصين المحترفين أكثر منها للمبتدئين بسبب تعرض بعض المواقع لتيارات قوية.

يمكن الغوص في شرم الشيخ على مدار السنة. إلا أن شهرين في حين يشهد شهرا ديسمبر ويناير نشاطاً منخفضاً 

حيث يمكن أن يصبح السطح متقلبًا،ما قد يؤدي إلى تقليل الرؤية ويجعل الوصول إلى بعض المواقع غير ممكن.

الغوص تجربة غنية لا تفوت 

التقت list magazine مدرب الغوص المحترف طوني أبو جودة في نادي الغطس في فندق كمبنسكي في بيروت للحديث عن عالم الغوص فقال:" منذ الطفولة، استهوتني هذه الرياضة، ورغم عملي كمصرفي لفترة زمنية إلا أن نقطة تحوّل طرأت على مسار حياتي في لحظة ما أثناء مشاركتي في معرض لليخوت واكتشفت أن عالم المياه الزرقاء هو مكاني الصحيح.ومنذ بدأت التدرب على الغوص لم أفارق هذا المسار، فالغوص هواية رائعة وآمنة شرط الالتزام بالتعليمات الضرورية والاطلاع على المعلومات اللازمة منعاًلأي خطر قد يعرض حياتنا للخطر".

ويضيف أنه "يمكن البدء بالتدرب على الغوص من سن 8 إلى 10 أعوام في حوض السباحة ثم بعد ذلك يمكن النزول إلى البحر وممارسة الغوص حتى سن متقدمة ما دام الإنسان يتمتع بصحة جيدة ولا يعاني أمراضاً تحول دون ذلك". وأوضح أن "الغوص ينقسم إلى نوعين ترفيهي واحترافي، ولكل منهما العمق المسموح به والوقت الذي يمكن قضاؤه في الأعماق والمواد التي يمكن استخدامها للتنفس مثل الهواء والنيتروكس والهيليوم الذي تتم إضافته للغوص بعيداً في الأعماق لذا يقتصر استعماله على الغواصين المحترفين".

ويلفت أبو جودة إلى ضرورة الاطلاع على مكان الغوص من حيث التضاريس الطبيعية والعمق إذ يمكن أن يفاجأ الغواص بعمق سحيق حتى ولو لم يبتعد كثيراً في البحر، لذا يستعين الغواص دائماً بالخرائط المائية وGPS للكشف على طبيعة المكان. 

أما الأشخاص الممنوعون من ممارسة الغوص فهم أولئك الذين يعانون أمراضاً معينة مثل ضغط الدم المرتفع والسكري، كما لا يسمح للمرأة الحامل بالغوص.غالباً ما يطلب من المتدرب إفادة من الطبيب المختص تؤكد خلوّه من أي مرض يحول دون ممارسته هذه الهواية.

وبما أن الغوص يعتبر من المغامرات الرياضية فلا بد من السؤال عن الآثار الجانبية أو المخاطر التي قد يتعرض لها الشخص، فيؤكد أبو جودة أن التقيد بالتعليمات واحترام القواعد الأساسية للغوص يساعدان على بقاء الغواص سليماً وبمنأى عن أي خطر يد يتهدد سلامته الصحية.

ويعدد أبو جودة بعضاً من هذه القواعد الأساسية ومنها:

 -الصعود إلى سطح الماء تدريجياً (9 أمتار/د)إذ يمكن لإهمال هذه الخطوة أن يعود يسبب تجلطات في الشرايين.

-الشعور بالتخدير نتيجة الغوص وفقدان السيطرة والدوار نتيجة زيادة النيتروجين في الجسم، لذا يمنع على الغوص منفرداً، إذ لا بد أن يكون برفقة شخص آخر لا تتجاوز المسافة بينهما طول الذراع؛ وذلك لمساعدته في حال فقد التركيز أو السيطرة على أفعاله.

- التنفس بطريقة سريعة يزيد ثاني أوكسيد الكربون في الجسم، كذلك يؤدي استخدام الاكسيجين النقي أكثر من 6 أمتار قد إلى التسمم في حين يسمح استخدام الهواء بالغوص حتى 66 متراً.